نسأل الله أن يبقى فقيدنا الغالي خالداً في ذاكرة محبيه وقلوبهم، انسان المروءة وشهامة القلب، انسان المحبة و التواضع و الخلق الرفيع تختصر صورته البهية الى تلك الحقبة الجميلة من تاريخ الديموقراطية في لبنان، حقبة نبالة المواقف الوطنية والشجاعة والإقدام
أقل ما يقال في مشهد ميشال ساسين يعلن انتخاب رئيس الجمهورية بصفته رئيساً للمجلس في غياب الرئيس الأصيل بمواجة التهديد والوعيد هو مشهد قلّ نظيره يسجله له التاريخ بأسطر من ذهب – رحمه الله
وحده ميشال ساسين، من بين السياسيين اللبنانيين الذين أُطلقت أسماؤهم على ساحات عامة، من كان حياً حين جرى إطلاق اسمه على الساحة … إنها ساحة ساسين، أشهر ساحات بيروت الحية
لقد غاب واحد من أنبل الوجوه الإنسانية والوطنية والشعبية … كان دمث الأخلاق وديع الطباع متواضعاً تواضع الكبار … انه من طينة السياسيين القديسين الذين يضحّون في سبيل السياسة وخدمة الشعب والوطن
بمحبة وإكبار يودع لبنان نائباً مترسلا في النيابة نبيلا، ووزيراً مترفعاً شريفاً، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء لبقاً، ونائباً لرئيس مجلس النواب شجاعا في الشهادة للحق، وجريئا في اعلان الحقيقة، وحبيبا للشعب حاملا همومه هو ميشال ساسين الاسم الرنان في ذاكرة لبنان يوم يذكر الكبار
عندما عصفت الحرب الأهلية بلبنان بقي متمسكا بوحدته وإستقلاله وعروبته في أحلك الظروف. وكان إحدى صلات الوصل بين أبناء الوطن الواحد حين ظن البعض بأن المتاريس قد إنتقلت أيضا من الطرقات الى القلوب.لقد عمل بجهد على منع التقسيم والإقتتال الطائفي والمذهبي
دأب ميشال ساسين على الريادة في الزعامة، يوم اختار المجمع الانطاكي الياس عودة … وقف، داعياً الى الالتفاف حوله، مخالفاً زعماء بيروت الذين كانوا دونه، في الاهتداء الى رهافة ايمان مطران الروم
عمل طيلة حياته السياسية من أجل بناء المؤسسات الديمقراطية التي تعمل لخدمة المواطنين دون استثناء أو تمييز. لكنه لم ينتم إلى أي حزب رغم مشاركته الفاعلة في الجبهة اللبنانية وانتسابه في المجلس النيابي إلى كتلة الأحرار البرلمانية، ربما لأنه كان عاشقا للحرية، رافضا أي قيد حزبي
في هذا الزمن الاسود، زمن التطرف والعنصرية على اشكالها، زمن الصغائر والاحقاد، نفتقد الرجالات الكبار والمواقف الكبيرة، نفتقد امثال ميشال الذين كان هدفهم الاسمى الحفاظ على لبنان ووحدته وحريته واستقلاله وديموقراطيته وتعدديته
أتوجه اليك اليوم يا أوفى الناس وأعزّهم، وبعد سنة من غيابك، لأقول لك بأنك ستبقى أبداً حياً في ضميري وضمير كل فرد من عائلتنا ومنارة لنا في سمو الأخلاق والصدق والتفاني والتواضع.
Selected Banners in Achrafieh and rest of Beirut
Selected Billboard Pictures across Achrafieh and rest of Beirut on August 05, 2014
